• banner
  • banner1
  • banner2
  • banner3

ولادة حرّاس الأرز - حركة القوميّة اللبنانيّة

on . Posted in من نحن

"صاحب السعادة السيد شارل حلو، رئيس لبنان،

...
جئت إليك بهذه الرسالة للتساؤل عما إذا كنت على علم تام بما يقوم به قائد الجيش الجنرال إميل البستاني هنا في القاهرة، وإذا كنت توافق على هذه الإمتيازات الكبرى التي يهبها لصالح النضال الفلسطيني المسلح على الأراضي اللبنانية... من المهم بالنسبة لي أن أبلغ سعادتكم بأنني، جمال عبد الناصر، لا أجرؤ على إعطاء مثل هذه التنازلات لصالح الفلسطينيين على الأراضي المصرية..."

هذا المقطع هو من رسالة تم إرسالها من قبل جمال عبد الناصر، رئيس مصر في ذلك الوقت، إلى واحد من الأقزام السياسيين الذين جاؤا تباعاً إلى السلطة في لبنان. إن نظرة شاملة على هذه الرسالة تخبرنا عن الخيانة الكبرى التي ارتكبها هذا النظام على يد قائد الجيش اميل البستاني، وموافقة ما يسمى رئيس الجمهورية، ومجلس النواب الجبان في البرلمان الذي وقع اتفاقاً دون قراءته، ورئيس الوزراء رشيد كرامي، الذي استقال من منصبه احتجاجاً لأن الجيش اللبناني وقف بحزم ضد التجاوزات والإنتهاكات الفلسطينية، وأيضا رفض تشكيل حكومة جديدة من أجل ممارسة المزيد من الضغط لصالح المصالح الفلسطينية.

3 تشرين الثاني 1969، وقع الجنرال إميل البستاني اتفاق القاهرة مع اللاجئ ياسر عرفات. أعطى هذا الاتفاق لمنظمة التحرير الفلسطينية الحق في استخدام أجزاء من الأراضي اللبنانية (منطقة العرقوب في جنوب لبنان) لشن حروب العصابات ضد إسرائيل. ومن الجدير بالذكر القول بأن الحدود بين اسرائيل ولبنان لم تشهد أي أعمال عدائية منذ عام 1948.

رئيس الوزراء الخائن المُحَرَّض من قبل الغرائز العربية ضد مصلحة بلاده. قائد الجيش الذي تنازل عن سيادة بلاده من أجل سعيه للوصول إلى الرئاسة. والرئيس الضعيف والجبان الذي بدلا من التعامل مع المشاكل، عمد إلى استخدام حقه الدستوري لتأجيلها لمصلحته. من خلال كل ذلك تم التنازل عن سيادة لبنان. وفتح الباب للمواجهة بين منظمة التحرير الفلسطينية والإسرائيليين من جهة وبين منظمة التحرير الفلسطينية واللبنانيين الأحرار من جهة أخرى.

وبدأت تتكشف سلسلة من التنازلات عندما تمكنت منظمة التحرير الفلسطينية من جذب معظم السياسيين والسلطات، عبر شراء بعض منها، وتخويف وتهديد بعضها الآخر. وواصلت منظمة التحرير الفلسطينية إستفزازها للمؤسسة العسكرية اللبنانية، التي شكلت خط الدفاع الأول عن السيادة، لجعلها تبدو كما لو أنها ضعيفة وعاجزة عن الدفاع عن أرضها وشعبها. وكان هدف منظمة التحرير الفلسطينية إقامة أرض بديلة للفلسطينيين في لبنان (أبو إياد أعلن أن الطريق إلى فلسطين تمر عبر جونية وعيون السيمان).

وسط هذا التوتر، اندلعت عدة اشتباكات بين الفلسطينيين والجيش اللبناني. من المفهوم حصول مواجهات عسكرية بين جيشين موجودين على نفس الأرض، ولكن ما لا يمكن فهمه هو أن رئيس الجمهورية (سليمان فرنجية) من شأنه أن يعطي أوامر إلى الجيش اللبناني لوقف خططه لمهاجمة المخيمات العسكرية الفلسطينية عبر خضوعه لضغوط عربية. عمد العرب بسرعة إلى دعم الفلسطينيين بينما سوريا (الجارة الشقيقة) أغلقت الحدود مع لبنان في 2 أيار 1973، وشكلت حصاراً دام ثلاثة أشهر لممارسة الضغط على الحكومة والمسؤولين والجيش.

بين تأييد العرب وجبن المسؤولين اللبنانيين وقع اتفاق مهين آخر في 17 أيار عام 1973، بين الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية. كان يعرف باسم اتفاق ملقارت. وبدأ العد التنازلي للإنفجار. فالفلسطينيين المسلحين بالمال، السلاح والإعلام بالإضافة إلى المخادعين اللبنانيين غذوا الإنفجار والمواجهات الشرسة التي بدأت صباح يوم الأحد، 13 نيسان 1975.

إنقسم الوضع وصنف اللبنانيين إلى فئتين:

الفئة الأولى، ليست سوى هراء سياسي موجود في كل طوائف لبنان المختلفة. المعروف باسم الحركة الوطنية، حظيت هذه الفئة بدعم الأمم العربية وكان دورها التستر على الإنتهاكات الفلسطينية والتلميح إلى أن الحرب كانت حرب أهلية بين اللبنانيين أنفسهم.

الفئة الثانية، رجال موحدين من جميع الطوائف والمذاهب، رجال آمنوا بلبنان أرض الحضارات والقيم، رجال آمنوا بالله، قدموا معاً لتشكيل جيش للدفاع عن لبنان - الجغرافيا والتاريخ والتراث العظيم.

في قلب الخطر، تأسس حرّاس الأرز – حركة القوميّة اللبنانيّة. منذ عام 1969، قامت مجموعة من الرجال بالإجتماع لتشكيل تجمع سياسي بمهمة الوقوف ضد الغزو الجديد للبنان. ضم التجمع القائد الحالي للحزب، السيد إتيان صقر، والشاعر الكبير والفيلسوف سعيد عقل الذي رسم الإطار الأيديولوجي للتجمع. على الرغم من أن التجمع كان مرخّصاً تحت إسم حزب التجدد اللبناني، فإنه لم يتمكن من الخروج علناً، لأسباب يصعب تفسيرها الآن، ومع ذلك، واصل قائد الحزب طريقه وبدأ في تجميع الشباب اللبناني للدفاع عن لبنان وتدريبهم على كيفية استخدام السلاح. وشكلوا نواة مقاومة حقيقية للبدء بالدفاع. وشهدت شوارع بيروت لأول مرة كتابات على الجدران أعلنت" لا للعرب"، "لا للسوريين" و"لن يبقى فلسطيني على أرض لبنان". هذه الكتابات حملت توقيع ج.ح.أ، جبهة حراس الأرز.

gocf

واستند الإطار الأيديولوجي على ثلاثة مبادئ:

1- طبيعة الحرب اللبنانية، أنها حرب بين الغرباء واللبنانيين.
2- تحديد الأعداء الحقيقيين للبنان. أنهم السوريين والفلسطينيين وبقية الأنظمة العربية.
3- جوهر القضية اللبنانية، التي يقاتل من أجلها المقاتلين.

وخرج شعار حراس الأرز للضوء: تزوّجت الكلمة على البندقيّة فولد حرَّاس الأرز
.

أضف تعليق


كود امني
تحديث