القائد "أبو أرز" في الذكرى العاشرة لانسحاب القوّات السّورية من لبنان: "إن النفوذ السوري لا يزال باقياً في لبنان عِبْرَ عملائه المحليّين، والحرب على لبنان لم تنتهِ فصولها بعد..."
بمناسبة الذكرى العاشرة لإنسحاب القوّات السّورية من لبنان، صدر عن حزب حرَّاس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:
تمُرّ هذه الذكرى ولبنان ما زال يعاني حتى الساعة من رواسب الإحتلال السوري البغيض الذي حوّل هذا البلد إلى جحيم حقيقي دام ثلاثين سنة متواصلة.
بدأ هذا الإحتلال في العام ١٩٧٦، أي بُعَيْدَ اندحار المنظمات الفلسطينية وسقوط مخيماتها، أو بالأحرى معسكراتها، الواحد تلو الآخر على يد قوّات المقاومة اللبنانية... وقد انقسم اللبنانيون حياله إلى ثلاث فئات:
الأولى: وقفت على الحياد عملاً بالمثل القائل، من أخذ أمّي صار عَمّي، وشملت أكثرية الشعب اللبناني، بكل أسف.
الثانية: وقفت ضدّه إنطلاقاً من تمسّكها بسيادة لبنان واستقلاله وحرّيته، وقاومته بكل الوسائل المتاحة، وأجبرته على الإنسحاب من المناطق الشرقية مهزوماً في العام ١٩٧٨، ليعود إليها في العام ١٩٩٠ إثر سقوطها من الداخل... وقد دفعت هذه الفئة الكثير من الدماء والدموع والتضحيات ثمن مواقفها الوطنية هذه.
الثالثة: وقفت معه، ودعمته في كافة المجالات، وأمّنت له التغطية السياسية اللازمة لتسهيل بقائه أطول مدّة ممكنة عِبْرَ مصطلح "الوجود السّوري ضروري ومؤقت وشرعي" الذي راحت تردّده كل يوم وفي كل المناسبات والمحافل.
وبالمقابل كافأ الإحتلال هذه الفئة، وسلّمها مقاليد الحُكم من أعلى الهرم إلى أسفله وراح يعيّن رؤساء الجمهورية ويمدّد لهم، ويشكّل الحكومات ويقيلها، ويختار الوزراء والنوّاب مِمّن مرّوا على بيت الطّاعة في الشام أو عنجر.
أما المعارضين له فقد استعمل معهم أسلوب الإقصاء المتدرج، أي التهميش ثم التهديد ثم الملاحقة الأمنية أو القضائية، وانتهاءً بالتصفية الجسدية.
الغريب في الأمر والمؤسف طبعاً، ان هذه الفئة ورموزها ما زال بعضها في السُلطة حتى الآن، والبعض الآخر يمارس نشاطه السياسي وكأن شيئاً لم يكن، أو وكأنه لم يقترف جرم الخيانة العظمى المتمثل في بيع لبنان شعباً وأرضاً وعرضاً وكياناً إلى احتلالٍ ارتكب من الجرائم الوحشية خلال ٣٠ عاماً ما عجز عنه الإحتلال العثماني خلال ٤۰۰ عاماً.
لذلك، فإن النفوذ السوري لا يزال باقياً في لبنان عِبْرَ عملائه المحليّين، والحرب على لبنان لم تنتهِ فصولها بعد، ولن تنتهي إلا بعد أن يأخذ العدل مجراه بحق كل من خان هذا الوطن، وباعه رخيصاً في أسواق دمشق... وبعد أن تظهر الحقائق، كل الحقائق المتعلقة بالحرب على لبنان جليّةً ناصعةً ساطعةً كالشمس، باعتبار ان لبنان والحقيقة توأمان لا ينفصلان
لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز
في ٢٦ نيسان ٢٠١٥.