شارل مالك
ولد شارل حبيب مالك سنة 1906 في بلدة بطرّام، بمنطقة الكورة في شمال لبنان. هو سياسي ودبلوماسي ومفكر لبناني، تخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1927 ثم حصل على الدكتوراة من جامعة هارفرد في العام 1937. أمضى ثماني سنوات في الجامعة الأميركية في بيروت معلما للرياضيات والفيزياء، قبل أن يبدأ مسيرة حياته الدبلوماسية وزيراً مفوضاً ثم سفيراً للبنان في الأمم المتحدة. لعب دور حيوي في صياغة وإعداد الاعلان العالمي لحقوق الإنسان في كانون الأول 1948، وترأس اللجنة الثالثة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية أثناء دراسة الإعلان، واختير عام 1951 رئيساً للجنة، خلفاً لاليانو روزفلت لدى وفاتها. شغل منصب وزير الخارجية بين نوفمبر 1956 وسبتمبر 1958. كما شغل منصب وزير التربية والفنون الجميلة من نوفمبر 1956 حتى أغسطس 1957 في حكومة سامي الصلح في عهد الرئيس كميل شمعون. ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة بين عامي 1958 و 1959. ساهم في تأسيس الجبهة اللبنانية في بدايات الحرب على لبنان، وكان رائداً من رواد القوميّة اللبنانيّة، أجاب على سؤال "لماذا كنا نحارب؟" في العام 1976 فقال:
"نحارب أولاً لأن الحرب فُرضت علينا. من سمع في التاريخ كله أن لبنان اعتدى على أحد أو هاجم أحد أو تآمر على أحد. نحن الذين اعتدي عليهم، نحن الذين تآمروا عليهم، نحن نحارب دفاعاً عن النفس.
نحارب ثانياً لأن الدولة اللبنانية انهارت بكل أجهزتها فهب الشعب اللبناني وحل محل الدولة...
نحارب ثالثاً لأن المسألة ليست من يحكم لبنان، بل من يملك لبنان: اللبنانيون أم غير اللبنانيين...
نحارب رابعاً ثلاثة وعشرين تياراً وعاملاً انصبت علينا وغزتنا واستغلت ساحتنا، كلّ لغايته أو لتصفية حساباته.
نحارب خامساً لأننا أحد الشعوب الخمسة: الإسرائيليين، الفلسطينيين، الأردنيين، السوريين واللبنانيين القاطنين في هذا الجسد الأرضي العظيم الممتد من تركيا حتى مصر ومن الصحراء حتى البحر. كل يحارب بدوره للبقاء وتعيين مركزه في قلب العالم أي الشرق الأوسط.
نحارب سادساً كي نسالم لأن هدف الحرب الأخير دائماً هو السلم الثابت الصحيح، سلم بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين الآخرين وبين العالم ...، نحارب من أجل كل هذا ومن أجل كل شيء أثمن وأقدس لأننا نعرف كلنا أن لبنان كنز لا يثمن ولا يعوّض."
توفي شارل مالك في بيروت 28 كانون الأول 1987 بعد صراع مع مرض السرطان.