يوسف السّودا
ولد يوسف حنا السودا سنة 1887 في بكفيا، المتن، وأنهى تعليمه الأولي فيها، ثم أكمل في مدرسة الحكمة في بيروت ومدرسة الآباء اليسوعيين. نال إجازة في الحقوق سنة 1906 في مصر، الإسكندرية، وافتتح هناك مكتباً للمحاماة. طرح يوسف السودا القوميّة اللبنانيّة عبر كتاباته في مصر. عاد إلى لبنان سنة 1922. قاد إلى جانب بولس مسعد ورابطة النهضة اللبنانية من نيويورك برئاسة نعوم مكرزل، والرابطة اللبنانية في باريس بزعامة خيرالله خيرالله، التيار القومي اللبناني في بدايات القرن الماضي الذي جسده حزب الإتحاد اللبناني، والذي تصدى للتيار الذي تزعمه فيصل بن الحسين والذي دعا إلى الوحدة مع سوريا ورفض لبنان الكبير، بعد قيامه في العام 1920. عين نائباً عن المقعد الماروني بالمتن سنة 1924، وأصدر جريدة "الراية" اللبنانية سنة 1926، وأسس حزب المحافظين (1926 - 1936). أرسل سفيراً إلى البرازيل (1943 - 1952) ثم في الفاتيكان (1953 -1955). بعد حوادث عام 1958، عين وزيراً للعدل ونشر من تأليفه كتباً، منها "في سبيل لبنان" و"المسألة اللبنانية" و"مرافعات" و"مذكرات".
وعبّر يوسف السودا في كتابه في سبيل الاستقلال عن حلم القومية اللبنانية الذي راوده. يقول: كنا في كلية القديس يوسف أساتذة وتلاميذ لكل منهم وطن ودولة وراية… يحدّثنا التلاميذ الأجانب عن أوطانهم ومفاخرها…لكل فريق عيده الوطني ورايته الوطنية، وكنا نعيّد معهم وتستهوينا بطولاتهم. أما في بلادنا فكان الناس يحتفلون بعيد الجلوس المأنوس ويدعون للسلطان ويرفعون راية تركيا…فمن نحن؟ قالوا من جبل لبنان. وما هو لبنان؟…عرفت أننا لبنانيون وبانتسابنا إلى لبنان ننتسب إلى ماضٍ رصّعته المآثر، عرفتُ أن للشعوب الصغيرة حقها بالاستقلال.
السودا هو أحد رواد القوميّة اللبنانيّة، هو رجل في أمة ودستور للقضية اللبنانية. كان يردد في أوائل العشرينيات "ان حياة لبنان في اتحاد طوائفه". ويقول أن "المسيحي والمسلم يجهلان على أي شيء يختلفان".
توفي يوسف السودا سنة 1969.